* معركة اينغر الثانية *

عندما وصل النداء الى المناطق المجاورة كتيط واقبلي وأولف ورقان ومنطقة تسابيت وغيرهم قام الباشا تيمي بجمع المجاهدين بمنطقة توات وفرض غرامة مالية بقيمة 100دورو على المتخلفين عن القتال حيث جمع مايقارب1300مجاهد توجه بهم الى اينغر والتي دخلها يوم 26 فيفري 1900فوزعت النجدات على قصبة المرابطين وقصبة العرب والتي بهما عدة قبائل وذالك من اجل تنظيم الدفاع لمواجهة الخطر المنتظر ،بينما كانت القوات الفرنسية بعين صالح قد زودت بالسلاح ومدافع من مراكزها المجاورة ثم بدأت الزحف من جديد على اينغر يوم 14مارس 1900بجيش يزيد تعداده عن 900جندي مجهز بأكثر من 700بندقية و 150سيف ومدفعيتين تحت قيادة العقيد " دلوك " وقد عسكروا بمكان يسمى " سيدي وبجناح " شرق اينغر وبعد فشل كافة وسائل الترهيب لاستسلام المجاهدين أخذت قوات العدو تخطط الى اقتحام القصبتين والسيطرة على المنطقة ،وفي ليلة 18 مارس 1900نشبت المعركة بين المجاهدين والعدو الغاشم الذي تحصن خلف الكثبان الرملية من الجهة الشرقية لمدينة اينغر ونصبت المدفعين باتجاه القصبتين ونقسم المجاهدون الى فريقين واحد بالبساتين الشرقية والأخر داخل القصبتين وستمر القتال حتى الليل وتمكنت قوات الاحتلال من فتح الثغرات بالقصبة نتيجة القصف المدفعي .

ومع هذا كان المجاهدون يرممون ماتهدم من جدار القصبة حتى تمكن العدو من تحطيم القصبة الشمالية (فصبة العرب ) بأكملها في حين واصل المجاهدون قتالهم من البساتين الشرقية والمنازل المجاورة للقصبة وبعدها ركزت القوات الفرنسية القصف على القصبة الأخرى (قصبة المرابطين )وستمر القتال حتى حجبت السماء بسحابة دخان كثيف حيث قامت قوات العدو بعدة محاولات فاشلة لاقتحام القصبة وكبدت خلالها القوات الفرنسية خسائر فادحة في الأرواح بينما كان الزعيم القائد للمعركة صامدا أمام قوات الاحتلال مع بقية المجاهدين الذين كانوا يقاتلون معه خلال المعارك الطاحنة مع العدو داخل القصبة وفي البساتين ولم تتمكن قوات الاحتلال من السيطرة على الموقف إلا بعد فتح العديد من الثغرات في أبراج القصبة الصامدة في حين واصل المجاهدون مقاومتهم من سطوح المنازل رغم ضعف وعدم فعالية الأسلحة التي كانوا يستعملونها أمام الأسلحة المدمرة (المحظورة )التي كانت بحوزة قوات الاحتلال .

ومما تجدر الإشارة إليه ان (الباشا تيمي )طلب من الزعيم (عزي الحاج احمد )الاستسلام ولأكنه رفض .وبعد تحطيم قصبة المرابطين وسقوط الزعيم بداخلها رفع (الباشا تيمي) الراية البيضاء فتوقف القصف وتمكن العدو من الدخول الى اينغر بتاريخ 19 مارس 1900 ثم تقدم (بشا تيمي )الى قوت العدو الذي اثبت لهم في الأخير انه لم يستعمل ذخيرة السلاح التي كانت معه ويقول شاعر المقاومة ((بوتقي )) في هذا الشأن :

نعطيكم قصة الغريبة والدمعة مني طايحة الدردر ماهي بهتاني

هذا الباشا لي مغرب خيرو بكاني

هذا الباشا الي مغرب ومعاه آخرين كيف نعمل كولي مقواني

سبابي شاربين لخمر اخبرهم تالي

وقد استشهد في هذه المعركة العديد من المجاهدين والنساء والأطفال كما كان هناك جرحى ومفقودين وفر البعض من الناجين الى القصور المجاورة من الجهة الغربية لبلدة اينغر .والقي القبض على الأهلي الذين بقوا على قيد الحياة فجمعتهم القوات الفرنسية في منطقة واحدة(محتشد) تحت حراسة مشددة لعدة أيام في انتظار صدور حكم الإعدام فيهم حرقا إلا انه تقدم ضابط سامي بالجيش الفرنسي وأمر بإطلاق سراح النساء والأطفال والشيوخ وحمل الباقي من الرجال كأسرى الى مدينة المنيعة وكان ذالك بتاريخ 21 افريل 1900بينما أخذت قوات العدو بعض قتلاها الى مدينة عين صالح والبعض الأخر دفنتهم في بساتين تورفين (أصل بلكرم )ولايزال اثر المقبر باقي الى حد ألان وبقوا مدفونين هناك حتى سنة 1968حيث قامت فرقة بنقل الرفات الى فرنسا.

ويقول شاعر القوامة عن ذالك :

بعلن جدو يشوف ما عملت الأحرار

خلينا مداينوا وسط الجنا

وارفـد مـوتـو عـلى بـاب الـنجـــــار

وجعل منهم قرب عين صالح جبانا

يـحـجب رجـال اينغر مـادا وسـاو

عملوا مثل اعمل علي ونبينا

إلي عذب يشوف ما عملت الأبطال

كدب مثل الجراد جيفا في الجنا

وبعد هذه المعركة تمكنت قوات الاحتلال من التقدم غربا والزحف على فصور توات ملحقتا خسائر مادية في ممتلكات الأهالي انتقاما مما واجهته في بداية زحفها على المنطقة .

ميرسي اخ فيصل دائما تتحفنا بمواضيعك المميزة .
ارجو ان تضع لي في الايميل مصدر الموضوع للانه يهمني انا في الانتظار .

» **معركة الفقيقيرةومشاركة اينغر**
» حفل اختتام الطبعة الثانية للمسابقة الكبرى للقرءان الكريم
» اينغر