الشطرنج لعبة ذهنية وهي لعبة لوحة أي أنها تلعب على لوحة (الرقعة) مقسمة إلى 64 مربعاً، (8 مربعات × 8 مربعات) من لونين بحيث يكون كل مربع من لون وبجانبه مربع من اللون الثاني (غالبا ً الأبيض أو الأسود)، وتعد الشطرنج واحدة من أشهر الألعاب الذهنية في العالم. يملك كل لاعب 16 حجرًا (قطعة) تتحرك كل منها باتجاهات محددة، والأحجار مقسمة كالتالي: 8 جنود أو بيادق، وقلعتين(أو رخ)، وحصانين، وفيلين، ووزير (أو ملكة)، وملك
(أو شاه). يتحكم أحد اللاعبَين بالأحجار من اللون الأول (الأبيض عادة)
ويتحكم اللاعب الآخر بالأحجار المماثلة من اللون الآخر (الأسود عادة).
الهدف من اللعبة هو الوصول إلى حصر الملك (أو الشاه) بحيث لا يستطيع
الهروب، وتنتهي اللعبة عند تلك النقطة.
الشطرنج مثل سائر العلوم والفنون هي مقياس لتقدم الأمم وحضارتها، وقد كان للشطرنج شأن في الحضارات القديمة ثم انتقلت أهميته إلى أوروبا وأمريكا. تعتبر الهند منشأ الشطرنج في الشرق على الأرجح، ولو أن الروايات تقول أن منشأهُ مصر الفرعونية أو الصين أو فارس.
مرّت لعبة الشطرنج بمراحل مختلفة في طريقة وقوانين اللعب، والشطرنج الذي
نلعبه حالياً بقواعده وقوانينه المطبقة في العالم كله اسمه
الشطرنج العصري، وذلك للتمييز بينه وبين الأنواع الأخرى من الشطرنج التي كانت تلعب في عصور سابقة. وللشطرنج أبطاله فمثلا في القرن العاشر كان أبو بكر الصولي في بغداد يعتبر أقوى لاعب يذكره التاريخ آنذاك، ثم أنتقلت البطولات العالمية من آسيا إلى أوروبا وأمريكا.
تدّعي العديد من البلاد أنها مخترعة اللعبة في شكل من أشكالها، وكان من أكثر الآراء رواجًا قبل ذلك أنها نشأت في الهند وأنها تولدت من لعبة الشاطرونجا التي يبدو أنها أخترعت في القرن السادس الميلادي, ولكن الشكل الشديد القرب منها والمنتشر في الصين، عرف بوجوده منذ القرن الثاني قبل الميلاد. بدأت بعد ذلك لعبة الشطرنج بالانتشار حتى وصلت إلى أوروبا غرباً، وإلى اليابان شرقاً، فولّد ذلك الانتشار تنويعات مختلفة فنجد أن اللعبة انتقلت من الهند إلى فارس، وانتشرت عبر العالم العربي، ووصلت إلى روسيا عبر منغوليا، حيث كانت تلعب هناك منذ بداية القرن السابع للميلاد، ثم وصلت إلى إسبانيا عبر العصور في القرن العاشر الميلادي، ووصفت في مخطوطة بعنوان كتاب الألعاب (بالإسبانية: Libro de los Juegos) تتحدث عن الشطرنج والطاولة (شيش بيش) والنرد.
الشطرنج الحديثكان تحريك القطع في السابق في الشطرنج الأوروبية يتم بعدد محدود من
الحركات، فالفيلة كان بإمكانها التحرك خطوتين فقط بشكل قطري، والملكة كان
بإمكانها التحرك خطوة واحدة بشكل قطري، أمّا الجنود فلم يكن يسمح بتحريكهم
خطوتين في أول حركة لهم، ولم يكن يسمح بحركة
التبييت (تبديل مواقع الملك والقلعة)، ولكن بنهاية القرن الخامس عشر، تم أخذ القوانين الحديثة للحركات الأساسية من إيطاليا،
فأصبح يسمح بتحريك الجنود خطوتين في أول حركة لهم، وبذلك تجنب خسارة
الجندي في أول حركة له إذا كان هناك جندي مقابل يهدده، وأصبح الوزير (أو
الملكة) أكثر القطع قوة وحرية بالحركة، ولذلك فإنّنا نجد أن الشطرنج
الحديثة تسمى أحيانا "شطرنج الملكة" أو "شطرنج الملكة المجنونة". هذه
القوانين هي نفسها تقريبا التي يلعب بها اليوم, حيث تم وضع اللمسات الأخيرة
على القوانين الحالية في أوائل القرن التاسع عشر واستمرت إلى وقتنا الحالي، باستثناء تفاصيل شروط الانسحاب التي وضعت حديثاً.
تصميم القطع الأكثر شيوعا اليوم، المسمى الستاوتون (Staunton)، ابتكره ناثانيال كوك عام 1849، بتصديق من هوارد ستاوتون، أحد محترفي اللعبة في ذلك الوقت، وتم تبنيها بشكل رسمي من قبل الفيديرالية العالمية للشطرنج (بالفرنسية: Fédération Internationale des Échecs) (اختصار: FIDE) عام 1924.