معناة الاسرة في فلسطين

تمهيد/
في ظل حالة الحصار الصهيوني الضاربة في إحراج الأسرة الفلسطينية النازفة عجز رب الأسرة ماديا عن توفير متطلبات الحياة الكريمة لأسرته بسبب حالة الفقر والبطالة التي انتشرت ملامحها في المجتمع الفلسطيني بنسبة تجاوزت 80بالمئة للفقر و50بالمئة بالنسبة للبطالة .
يأتي السؤال الكبير حول كيفية عيش الأسرة الفلسطينية تحت وطأ الحصار ؟
وفقا لدراسة أعدها مؤخرا الدكتور سمير قوته رئيس قسم علم النفس بالجامعة الإسلامية حول تأثير الحصار وانعكاساته على الحياة الاقتصادية والاجتماعية وعلاقتها بمدى جودة حياة الأسرة الفلسطينية في قطاع غزة.
اثر الحصار على 84 بالمائة من الأسر الفلسطينية مما أدى إلى التغير في أنماط حياتها واجبر 93 بالمائة من الأسر على التنازل عن الكثير من متطلبات المعيشة اليومية لهم وانتشار قوته ضمن نتائج دراسته إلى ارتفاع درجة التوتر واليأس وعدم الاطمئنان للمستقبل لدى أفراد المجتمع الفلسطيني مما ألقى بظله على انخفاض جودة الحياة الأسرية بمختلف مستوياتها الاقتصادية والاجتماعية والنفسية وواجه الفلسطينيون كافة ألوان الضغطات التي أثمرها الحصار بفضل قدراتهم الفائقة على الصبر وإبداعهم في إيجاد آليات التوافق مع الواقع المرير الذي يعيشونه بشيء من التفصيل يقول الباحث تغلبوا على انقطاع التيار الكهربائي بالعودة إلى الحياة الابتدائية عبر استخدام الشموع ومصابيح الكاز وتغلبوا على انقطاع الغاز الطبيعي بإشعال النار واستخدامها في أعمال الطهي والتدفئة وأكد " قوته "عبر نتائج دراسته أن الآمل النابض في قلوب الفلسطينيون هو أساس تمتعهم بصحة نفسية جيدة وهو المحرك الأساسي لزيادة قدراتهم على المواصلة والبحث الدائم عن الحلول والبدائل لما يعانونه من مشكلات من شانها أن تمثل خطر على حياتهم.
تفاصيل خارطة المعاناة :
لنقل انك من سكان قطاع غزة وكنت فقيرا قد تسخط على الأغنياء المقتدرين لكنك لست وحدك من تعاني الفقر فالكل حولك يشكو ذات الآلام لذالك تشعر بالرضي وتحاول بما لديك من إمكانيات لسد احتياجاتك الضرورية والتخلي عن الكماليات جميعها واقل الضروريات في بعض الأحيان وتستبدله بأخرى تؤدي ذات الغرض لكنها في نفسك تزيدك فخرا وعزا وكبرياء وتحديا وطأة الحصار قاسية أليمة تزداد قسوتها أن ضمت جدران بيتك فالكهرباء يمكن الاستغناء عنها بالشموع ومصابيح الكاز وكذالك الماء يمكن توفيره بأي من الطرق ولا سيما الطعام فتقوى على الحياة قليلا لكن الدواء تفقد تكون الماسات للأسرة خاصة إذا كان لايمكن الاستطباب منه بنوع أخر كيميائي أو طبيعي باستخدام أنواع معينة هكذا تحدثت آم إبراهيم في الأربعينيات من عمرها عن حياتها في غزة وأضافت وهي تحاول تهدئة ابنها المعاق الذي لايكف عن الصراخ وواصلت قائلة منذ ثلاثة أسابيع وأنا أغدو للهيئة التي توفر له العلاج النفسي ليحصل على بعض الأدوية والمهدءات التي يتناوله بشكل يومي لاكن دون جدوى فالمخزونات لديهم قد تنقد وترفض سلطات الاحتلال إدخال والمساعدات الطبية وتابع لا املك له إلا أن معاملته بقليل من الهدوء لعل ذالك يزيل خوفه ويقلل من حدة توتره والحمد لله.
بينما كانت تتحدث حتى جاءها طفلها الأصغر يطلب قطعة خبز أو بعض الطعام فقد عاد لتو من المدرسة ماما أنا جوعان كثيرا يالله بدي أكل عشان ادرس قبل ما تقطع الكهرباء اليوم دورنا ولاتنسيني نظرت إليه وابرقت في عينيها دمعة لم يكن لديها إلا القليل مما يطلب قطعة جبن وبعض أصابع البطاطس مع فتات خبز وهو كل مالديها في المنزل قد منحتها له وراحت تبرر له غدا إن شاء الله سأستلم كابونة الوكالة وسأطهو لك ولإخوتك خبزا شهيا طازجا وبعض طعام الفاصوليا التي تحبها لاكن باسم الذي لم يكمل أعوامه الثمانية لم يتذمر وبتسم في وجه أمه ولتفت إلى الطعام على عجل أكل حاجته أو اقل وأسرع إلى غرفة فصلها عن ساحة البيت حائط من القماش الأخضر لم يكد يشرع في فتح حقيبته المدرسية حتى انقطع التيار الكهربائي وغرق البيت في الظلام ظهرت علامات حزن على وجه باسم واقبل يبحث عن الشموع أضاء منها خمسة وغرق في كتبه ودراسته رافضا اقتراح والدته للخلود للنوم والراحة وستذاكر في صباح الغد حيث تضيء الشمس تفاصيل البيت ليس تعويدا منها له على الكسل بل خوفا وخشيتا على صحة عيونه فهو يعاني من التهاب حاد بها والقطرة التي يستعملها قد نفذت ولا تملك حاليا نقودا لشراء أخرى كما تقول .
خبير اقتصادي كان له رأي في قدرة الأسرة الفلسطينية وتدبير تفاصيل حياتها اليومية في ظل الحصار الاقتصادي الخانق على القطاع يقول في حديث خاص تلك القدرة جاءت من تفوق القدرة الفلسطينية في احتمال العيش في الكفاف وقدرتهم على التوفير بل التقطير أحيانا في المأكل والمشرب والملبس بالكم والنوع بسبب الحصار أجبرت الأسر على التنازل عن الكثير من الاحتياجات الأساسية مما انجر عنه نتائج سلبية عنى صحة الأسرة خاصة الأطفال فيها بسبب الأغذية كما ونوعا ومن ناحية أخرى تقلص دور المؤسسات الإنسانية وعدم قدرتها على تعزيز الصمود لدى الأسر الفلسطينية التي أصبحت تعاني الفقر والبطالة بنسب مخيفة لم تكن سابقا .
إن المؤسسات أيضا تعاني من مشكلات جمة تمثل في انخفاض الدعم الدولي لها بسبب الحصار المفروض على غزة وكذالك نقص المواد الخام لدى تلك المؤسسات والذي أثمر تقليص قدراتها على المساعدة عبر برنامج التشغيل وإيجاد فرص عمل للعاطلين .
ناهيك ن المشكل الكبير والمتمثل في إغلاق المعابر والحدود الفلسطينية مع الدول المجاورة مما أدى إلى صعوبة تحرك تلك المؤسسات كما انتقد الخبير مطالبة العالم و المجتمع الدولي الأسرى الفلسطينية للصمود في الوقت الذي لاستطيع هو أن يوفر لها إمكانيات الصمود من إمدادات ومشاريع تنموية لفت إلى أن قضية الصمود د لدى الأسرة الفلسطينية نسبية وليست تسيير على وتيرة واحدة مشيرا إلى أن مخاطر ذلك الصمود وتبعاته ستبدو واضحة على المدى القصير والمتوسط والطويل خلال الفترة الزمنية القادمة.
انعكاسات ا لاجتماعية:
الحصار على الأسرة الفلسطينية على مدار السنوات الماضية غير الحياة جميعها ولسيما العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع والتي أصبحت مرتبطة بمدى القدرة الاقتصادية إن حالة الحصار التي فرضها الاحتلال الصهيوني على القطاع انعكست على النواحي الاجتماعية بين الناس وخلفت ضيق نفسيا يعاني منها الأفراد خاصة الأطفال الذين يتأثرون بتعامل والدهم معهم بمزيد من الضيق والتوتر يلقى بتفاصيله على مختلف نشاطاتها وأساليب حياتهم فتجدهم غير قادرين على تركيز شاردين الذهن الآمر الذي يؤثر على مستواهم وتحصيلهم العلمي وواضحا أن التخلص من تبعات الحصر على الأسرة الفلسطينية إنما يكون أولا وأخيرا بالتوكل على الله وزيادة القدرة على الصبر والتحمل فالحياة لاتسير على وتيرة واحدة من الأذى وإنما هناك محطات استراحة تغمر تفاصيل حيلتهم والسعادة الأمل لفت إلى أن الصبر نصف العبادة وانه جزء من الإيمان مؤكدا دور المرآة الفلسطينية في تربية أبنائها على الصبر ليشبوا فادرين على التأقلم مع معطيات واقعهم الأليم .

تلك كانت بعض المشاهد الفتها الأسرة الفلسطينية تحت وطأة الحصار المفروض على قطاع غزة هل من صلاح الدين جديد.