التفكير السلبي ..! والتفكير الايجابي ..؟
يقول علماء النفس أن معظم الأمراض الجسمية تعود في حقيقتها إلى الأمراض النفسية , وان معظم الأمراض النفسية تعود في حقيقتها إلى التفكير السلبي .
والتفكير السلبي يعني التشاؤم والنظر إلى الأمور بمنظار اسود , انه يعني رؤية الجانب الأسود من الحياة وعدم مواجهة المشكلات بموضوعية ,
فتجد صاحب هذا التفكير يضخم السلبيات ويضع العوائق ويبتعد عن المنطق والبصيرة ويمد يده للشيطان رافعا شعار ليس بالإمكان أحسن مما كنت فيقضي بهذا التفكير على نفسه وتسود الدنيا في وجهه ويستسلم للأفكار السلبية التي لا طائل من ورائها إلا الهم والغم والضعف والمرض وانقطاع الرزق .
والتفكير السلبي يعكر صفو الحياة وينزع منها إشراقتها ويجعلها في نظر صاحبها سوداء قاتمة تخلو من الخير والبهجة وتنضب من الجود والإحسان , إنها تنقلب في نظره إلى صحراء جرداء قاحلة لا ينمو فيها عشب اخضر ولا يتفتح بها ورد احمر وهو بتفكيره السلبي يسرق من الحياة رونقها ويجردها من الخير وينكر عليها قوتها الخلاقة المتجددة في التغيير والتبديل , والإنسان المتشائم يعيش في الوسواس والأوهام والقلق النفسي وتمتلئ ذاكرته بالتخيلات الشيطانية الهدامة , فيتوقع دائما انهيار الجسور ونزول الكوارث وانفجار البراكين وحدوث الزلازل , مما يؤثر سلبا على نفسه وروحه وجسمه فيصبح شاحبا هزيلا مكتئبا يسير في درب الحياة كعجوز يتكئ على عصا يترنح في طريق مليئة بالصخر والعوائق تدمي قدمه وروحه وحياته .
وعكس التفكير السلبي التفكير الايجابي وهو يعني التفاؤل والنظر إلى الأمور بمنظار وردي ملون , انه يعني رؤية الجانب المضيء من الحياة فترى الإنسان المتفائل منشرح الصدر يتمتع بالصحة والعافية وينعم بالرزق الوفير ويعانق الحياة بحنو وعطف ومحبة وتفهم ويحمل شعار تفاءلوا بالخير تجدوه , وان مع العسر يسرا : انه إنسان يواجه المشكلات بابتسامة صافية وصدر منشرح وإيمان بان لكل مشكلة حل ولا يبقى شيء على حاله . انه إنسان يظن بالناس خيرا فتراه يتفهم نوازعهم ويراعي ضعفهم ويتحسس مشاكلهم ويبرر تصرفاتهم ويغفر زلاتهم ويحولهم إلى أصدقاء بدل أن يكونوا أعداء ويجعل منهم أناسا خيرين بدلا من أن يكونوا شياطين .
وشتان بين التفكير السلبي والتفكير الايجابي , وشتان بين الإنسان السوداوي والإنسان المتفاءل , فالأول يخلق المشكلات والثاني يحلها والأول يظن السوء بالناس والثاني ظنه كله خير بالناس وصاحب التفكير السوداوي يملئ صدر صاحبه بالغل والحقد والحسد اما وصاحب التفكير الايجابي يملئ قلب صاحبه بالحب والانشراح وبحب الناس .
اعلموا أعزائي أن الإنسان المتشائم إنسان فاشل ضعيف الإرادة والشخصية عاجز لا يحاول أن يرى الجانب المضيء في الحياة ويبدد الغيوم ويزيل الأشواك بل تراه ينفر من الناس وينفرون منه ويبتعد عنهم ويبتعدون عنه , فيعيش وحيدا منزويا يغط في عالم شقائه وسلبياته , وهذا بعكس الإنسان المتفاءل فتراه إنسانا ناجحا واثقا من نفسه قوي الإرادة وذكي العقل نير الوجود يحاول أن يبسط الأمور ويزيل العقبات , فيقبل على الناس ويقبلون عليه ويحبهم ويحبونه فيعيش في عالم من السعادة والحب و يعانق الحياة ويعشق الوجود .
ألان وبعد أن عرفتم أثار التفكير السلبي وإيجابيات التفكير الايجابي فأيهما أفضل ؟؟؟ أن تفكر تفكيرا سلبيا هداما لا تجني من وراءه إلى الشوك والهم والضعف والمرض ؟ أم تفكر تفكيرا ايجابيا بناء يفضي إلى الخير والصحة والعافية والإقبال على الحياة ؟!
مع التمنيات بالتفكير الايجابي للجميع
أخوك فيصل